القصة تحوي حرق لأحداث الحلقة السادسة من أنمي كوروشيتسوجي الموسم الثالث
فوق طرقات لندن الغارقة في الضباب .. في آخر سويعات الليل ، سُمع صوت حافر حصان يضرب
بقوة على إسفلت الشارع وهو يركض مسرعاً شاقاً طريقه وسط الظلمة .. شدت الفتاة من لجامه و ضربته
بخفةِ لتزيد من سرعته ، أنفاسها تخرج على شكل سحابة بيضاء بسبب برودة الجو ، و كان بوسعها أن
تسمع صوت لهاثها وتشعر بضربات قلبها المتلاحقة ...
رغم تعبها البادي كانت سعيدة في قرارة نفسها لأنها تمكنت بنجاح من إنجاز المهمة اللتي وكلت إليها ،
أرادت أن تسرع " لإصطحابهما " من ذلك المكان ، فلقد إنتهى عملهما هناك ولا حاجة للبقاء متخفين
بعد أن حصلت لهم على كل ما يلزم لإتمام مهمتم الأساسية.
أعادت الحصان إلى الإسطبل و إستبدلته بعربة يجرها فرسين و طلبت من السائق و هي تصعد بإستعجال
داخل العربة أن يأخذها إلى حيث يقع السيرك .
حين وصلت إلى البوابة الضخمة المزينة و التي تتوسطها لافتة نُقشت فوقها بوضوح عبارة " سيرك سفينه نوا " إرتسمت إبتسامة على شفتيها و همت بالنزول ، رفعت طرف ثوبها الطويل المزكش لتحميه من بركة وحل تمتد حتى الخيمة الرئيسية حيث تقام عروض السيرك ، قبل أن تخطو اول خطوة إلى الداخل إستوقفها صوت شخص ما جعلها تجفل أولا ثم أدارت رأسها ببطىء لتتحقق من هوية مُحدثها ..
جاءها صوته حازماً وفيه شي من التهكم :
-عجباً .. أنظروا من جاء إلى هنا أيضاً .. ليونورا فانتومهايف .
ضاقت حدقة عينيها حين ميزت الشخص الذي كشف نيتها في التسلل خفية .. وقفت مكانها و شبكت ذراعيها أمام صدرها ، تحدثت إليه بنبرة ساخرة و بشي من التحدي :
- دهشتي لا تقل عن دهشتك وليام-سان ، أيعمل الشينيقامي على تقديم عروض في السيرك ؟
إستخدم كماشته ليعدل من وضعية نظارته فوق أنفه ، و رمقها بنظرة ملؤها الحنق ، ثم أنزل رأسه للأسفل و تمكنت من لمح إبتسامه ترتسم على شفتيه ، عقدت حاجبيها فلقد علمت أن لديه ما يقوله ...
رفع وليام كتفيه في حركة تدل على الا مبالاة وقال لها محدثاً :
- أجئت إلى هنا لتقدمي يد العون لذلك الأكما الحقير و الطفل الأحمق ، دعيني أسدي إليك هذه النصيحة ، إياً كان ما قمت به لأجلهما فهو بلا فائدة لقد حصل ذلك الأكما على ما قضيت ليلتك في البحث المحموم للحصول عليه .. وبطريقة سهلة .. أما أنتِ ..
نظر إليها بإشفاق و ربما بإحتقار ممزوج بالشفقة :
- يالك من مسكينة ... بذلت جهدك بلا فائدة تذكر ، و جئت إليهم مسرعة ولم تعلمي أنهما لم يثقا بك و قاما بالعمل وحدهما.
أطلقت ليونورا زفرة طويلة .. رفعت عينيها لتلتقي نظراتها بنظرات وليام الساخرة ، لم تصب بالدهشة لأنه عرف تماماً أنه قد وكل إليها مهمة من قبل شيل و سيباستيان و بأنها قد قضت تلك الليلة في البحث في سجلات المكتبة الوطنية عن معلومة أراداها ،، إن وليام شديد الملاحظة حاد الذكاء و بربط بضعة أمور سيتمكن من معرفة الأمر .. صرحت له بما يدور في ذهنها و هي تمشي ببطىء قاصدة وجهتها :
- أحسنت في مراقبة الأمور وليام-سان ، لابد أنك قضيت وقتك في مراقبة سيباستيان لأنك لا تثق به ، و ربما سمعت بالصدفة كلام شيل يأمره بأن يتحرى عن تلك العلامة و ربما رأيته يربط رسالة بقدم بومة بيضاء و يرسلها لتطير إليَ حاملة طلبه ؛ بأن أقوم بالبحث في المكتبة و آتي إليهم فجر اليوم التالي لإصحابهم من هنا.
خيل إليها أنها سمعت صوت ضحكة مكتومة تصدر منه ، أدارت رأسها و رمته بنظرة باردة يتفجر فيها حنقها ، تحدث إليها وهو يعطيها ظهره :
- و رأيت أيضاً كيف تمكن ذلك الآكما من خداع فتاة تعمل هنا ، وكيف رافقها إلى خيمتها الخاصة وهو يغرقها بالكلام المعسول و يلفها بالسم المغموس بالعسل لكي تنساق خلف رغباتها وترضخ له... ولك أن تتخيلي ما حدث بعد ذلك ،، طريقة سهلة و ملتوية لا يقوم بها إلا أكما قذر وضيع !
أفلتت شهقة منها دون قصد ، إتسعت عيناها دهشة وقالت مستنكرة :
- هذا مستحيل ! إن ... لا يمكن أن يقوم بذلك !
- أوه ؟ أتثقين بآكما إلى هذا الحد ؟ حسنناً إن كنت لا تصدقيني فأصطحبك لتلك الخيمة بنفسي و سأدعك ...
إمتدت يدها بقوة قاصدة توجيه صفعة لوجهه ولكنه أمسك برسغها و تحدث إليها بصوت لا يحمل أثراً للتعاطف :
- ثقتك ليست في محلها ليونورا فانتومهايف .. إن أكبر خطأ من الممكن أن تقع فيه بشرية ضعيفة مثلك هو أن تعطي ثقتها لمخلوق مثله .. لا يهمه سوى الوصول إلى هدفه بغض النظر عن الطريق المؤدية إليه.
أنزلت رأسها للأسفل و كأنها تحاول إستيعاب ما قيل لها .. سيباستيان قام بـفعل كهذا من أجل معلومة كانت ستأتي بها إليهم في نهاية المطاف؟ ولكن لماذا ؟ ألم يكن يثق بها حقاً ؟ ولكن ألم ... ألم يجد سبيلاً غير ذلك !
حدثها وليام و كأنه قد قرأ مايجول في نفسها :
- يمكنك القول أن لي يداً في ما حدث .. بما أنني طرف محايد هنا ، سـأخبرك ...
رفعت عينيها بإهتمام ، كانت تشعر بالبرد و ما أخبرها به زاد من تجمد أطرافها
- الحقيقة أن سيده طلب إليه أن يذهب لمساعدتك .. ولكنني منعته من الخروج ليلاً للتسكع وحده ، أنى لي أن اثق بآكما وهو بعيد عن سيده ؟ مهمتي كشينيغامي هي أن أحمي الآرواح من أمثاله لا ان أدعهم يتصرفون بحرية ... كنت أقوم بعملي وحسب .
تمتمت بخفوت ولكن خالط صوتها غصة مكبوته
- ولهذا ... لهذا قام .. صحيح ؟
أومأ برأسه موافقاً ..
أنزلت رأسها وبدت متعبة جداً .. قضت ليلة طويلة دون نوم ليتكلل جهدها بصدمة و تكافىء على ما قامت به بطعنة في قلبها ...
خرج كبير الخدم من خيمة متواضعة يحمل سيده الصغير بين ذراعيه ، كانت السماء قد تلونت بخيوط ذهبية تعلن عن ميلاد يوم جديد ، صوت سعال مبوح يصدر عن شيل ، و قد اصطبغ خداه بلون أحمر بسبب الحمى التي ألمت به .. ربت سيباستيان بخفة على ظهر سيده ولكن سعاله لم يتوقف ...
خارج خيمة السيرك ،، وقفت تنتظرهما بصمت ، فضلت الوقوف خارجاً ، أفكارها المشوشة جعلتها غافلة عن شي بسيط كالجلوس منتظرة داخل العربة الدافئة ، رأها سيباستيان أولاً ، تعلو الحمرة وجنتاها و أطراف أذنيها بسبب برودة الجو ، تقف شابكة ذراعيها في محاولة غير مجدية في البحث عن الدفىء .. لمعت عيناه الحمراون بشي من الدهشة حين لاحظ النظرة الغاضبة التي رمقته بها ...
إندفعت سريعاً ناحيته و هي تتفادى النظر مباشرة إلى عينيه ، إنتزعت شيل من بين ذراعيه و أسرعت بإدخاله إلى داخل العربة .. جعل تصرفها الغريب سيباستيان متجمداً في مكانه لبعض الوقت ثم نقل خطاه سريعاً ودخل العربة ..
فتح شيل عينه بوهن و قال بصوت مبحوح :
- نورا-نيه ساما ؟
إبتسمت بشحوب للفتى و أجلسته داخل العربة ، جلست بقربة و أحاطته بذراعيها
- شيل ... لا تتحدث الآن ، سنعود للبيت و ستنال قسطاً من الراحة .
رمش شيل بتعب وهو يرمق وجهها الباسم ، أحس بذراعيها تحيطانه و بيدها تربت برفق على ظهره ، هدأ سعاله لبعض الوقت ، أنزل رأسه مسترخياً و شعر براحة فريدة وهي تعانقه بمودة ..
نام شيل ، فتبدلت ملامحها المطمئنة لجمود و نظرة غاضبة ألقت بها ناحية سيباستيان اللذي جلس قبالتهم وبقي يراقب ما حدث بصمت .. تحدث بخفوت أقرب للهمس :
- ليونورا-ساما ..؟
لم ترد عليه سوا بتحريك شفتيها ،، استطاع أن يفهم ما أرادت قوله و أنزل رأسه ذاعناً
" إخرس !"
طوال الفترة منذ وصولهم للمنزل اللندني ، وحتى الإطمئنان على حالة شيل ووضعه في السرير لينال قسطاً من الراحة ، كانت ليونورا تتجنب كبير الخدم و تعامله بجفاء لم يعهده منها مطلقاً ، تولد الفضول في نفس الآكما و عقد العزم على معرفة ما يجول بذهنها ...
إنسحبت ليونورا و تركت أمر العناية بشيل لصديقة سوما وخادمه المخلص آجني اللذان وكلا بمهمة الإعتناء بالمنزل اللندني لفانتومهايف ، عادت إلى غرفتها لتنال قسطاً من الراحة ، لم تنم منذ الأمس .. وما حدث لها زاد من حالتها سوءاً ...
ألقت بنفسها على السرير غير مكترثة بما تعلمته منذ الصغر عن آداب السيدة الإنجليزية المحترمة وكيف يعد الإستلقاء بملابس الخروج من المنزل أمراً مستهجناً ، ولكن لتذهب الآداب و فنون اللباقة إلى الجحيم ! هي كانت مرهقة و غاضبة ولا شي يهم في العالم أكثر من ذلك ...
طرق مهذب على الباب أعادها إلى الواقع .. قالت بتأفف و بدون تفكير
- من الآن ؟
و تمنت لو أنها لم تتسرع في إعطاء الإذن بالدخول فها هو سيباستيان يسير بخيلاءه المعتاد و يتمايل شعره الفاحم على جانبي وجهه ...
سارعت بالإعتدال في جلستها و قالت له بإغتضاب :
- مالذي تريده ؟؟
توقف قريباً منها ، يحني رأسه للأسفل و تظهر عليه علامات الخضوع التام ، رفع عينيه ببطىء لتلتقي نظراتهما أخيراً
" لا تدعي مظهره البائس يخدعك ! هو يحاول استعطافك لا أكثر "
رددت في عقلها هذه الكلمات بثبات .. أسندت رأسها بيدها و وضعت قدماً فوق قدم في حركة لا تخلو من كبرياء
نطق سيباستيان إسمها فتزعزع كبريائها لمجرد سماع صوته المخملي الهادىء
- ليونورا- ساما ...
رمشت عدة مرات لتبدد الإرتباك اللذي باغت قناع الصلابة اللتي تحاول المحافظة عليه ولكنه باغتها بأن جثى على ركبته واضعاً يده فوق صدره منزلاً رأسه في خضوع فريد ، قال بإلتماس
- أرجو منك آنستي أن تغفري لهذا الخادم أي سوء بدر منه .. و سيكون ممتناً لو تكرمتي بإخباره بما يقلق راحتك ..
" كاذب ! مدعيً ! مخادع "
ترددت هذه الكلمات في ذهنها وهي ترمق جلوسه عند طرف سريرها
- كما تعلمين أن سيدي الصغير قد أوصاني بالعناية بكِ ، فأنت قريبته وتحملين لقب عائلته ، لن يسر أبداً إن علم أنني قد تجرأت و قمت بإغضابك ...
قالت بصوت حاولت أن يبدو غير مبالِ
- اوه ؟ إذن فأنت تعلم أنني غاضبة منك ...
إبتسم لها فشعرت بحنقها يتفاقم
- إن قرآءة تعابير ليونورا-ساما شيء لا يتقنه أحد غيري ..
تباً لهذا الآكما ، أيحاول أن يغسل دماغها بكلامه المهذب المنمق ؟ كما حدث لتلك الفتاة ... شعرت بغصة جديدة وهي تتذكر سبب غضبها منه ، ولكن لماذا تتعب نفسها ؟ إنه آكما كما قال لها وليام ، سبب إهتمامه بها هو أمر قريبها الصغير شيل .. هو يراها تماماً كتلك الفتاة التي قام بخداعها .. مجرد بشرية لا قيمة لها .
ولكن ... خلال السنوات الثلاث التي قضتها برفقته وبرفقة شيل .. تلك الاحاسيس التي كتمتها بصمت طيلة تلك المدة ، تلك الحواجر التي كانت بينهما بسبب مركزها الاجتماعي و كونه رئيساً للخدم .. ذلك الحاجز اللذي كان بينهما بسبب كونه آكما و كونها بشرية ... آكما ؟ ترى لماذا أخبرها بذلك على الرغم من أن وجوده في هذا العالم ينبغي أن يكون سراً دفيناً .. الأنها لاحظت أنه مختلف ؟ يقوم بأشياء يعجز البشر عن الإتيان بها ؟ ولكن هذا ليس سبباً كافياً .. أم لانها علمت بحقيقته لحظة وقعت عيناها عليه حين رأته برفقة شيل للمرة الأولى .. و أخفت معرفتها تلك إلى حين أن إعترف لها بحقيقته .. أياً كان السبب شعرت دوماً أنها مختلفة عن بقية البشر لأنه خصها بتلك المعرفة .. و كم تمنت أن تكون أكثر من مجرد بشرية بالنسبة إليه.
قررت أن تبوح له بما يعكر مزاجها .. وتطلعه على سبب غضبها ، شعرت أن تلك هي السبيل الوحيدة لإرتياحها ... إستجمعت قواها و قالت له بحدة :
- كيف تجرؤ ؟ كيف تجرؤ على القيام بما قمت به للحصول على المعلومات ؟
إتسعت عيناه الحمراوان و إزدادا توهجاً و كأنه لم يتوقع مطلقاً أن تكون على دراية بما قام به
أكملت حديثها بإنفعال أكبر و صوت مملوء بالغضب
- إياك و أن تفكر بالإنكار ! الآكما ليسو قادرين على الكذب !
- لن أفعل ذلك ..
سكتت وهي تشعر بإنقباض في قلبها سبب لها الألم
- إذن فقد ...
- نعم .
شبكت أصابع يدها و أخذت بالارتجاف
- هذا لا يغتفر ... كيف تجرؤ .. ألا تضع حساباً لمكانتك وسمعتك؟ أنت خادم اسرة فانتومهايف ! كيف سولت لك نفسك بأن تصل لهذا المستوى من الإنحطاط .. هذا لا يغتفر..
جاوب ببرود
- فعلت ذلك بصفتي "بلاك" مجرد موظف في السيرك
عضت على شفتيها بقوة ، تلاحقت أنفاسها ، و ضج صوت طرقات قلبها في أذنيها
- بل كان عليك أن تضع لكل ذلك ألف حساب !
" كاذبة .. مكانة الاسرة لا تهم .. بل مكانته في قلبك أنتِ"
هزت رأسها يمنة ويسرة لتبدد الصوت اللذي يخاطبها من داخل عقلها وهو .. لا يكذب أبداً.
صمت وهو يستمع لتوبيخها القاسي ينهال عليه ، أنزل رأسه دون أن يدافع عن نفسه ، واستمرت هي في العتاب و اللوم ثم سألته بصوت أعياه التعب
- وهل إستمتعت بذلك ؟
سيقول الصدق.. هو غير قادر على الكذب
- أجل ..
شعر بوخز يكاد لا يحس به في خده الأيمن ... تبعه تناثر قطرات لامعة ، لقد صفعته بكل ما اوتيت من قوة ، و قد كانت تبكي .. كانت تقف الآن و تخفي وجهها بيديها .. يرتجف كتفاها بشدة ويسمع صوت شهيق متقطع .. لقد كانت تنتحب..
وقف على الفور قريباً منها ..و إمتدت يده لتتحسس مكان صفعتها ، إرتسمت إبتسامة مراوغة على شفتيه ... حقاً إن البشر ممتعين ..
مد يديه و أمسك بكتفيها في محاولة لتهدأتها .. كانت ردة فعلها عنيفة و متوقعة .. دفعته بقوة و صرخت فيه
- لا تلمسني !
إنصاع لرغبتها و تنهد وهو يمرر يده خلال شعره الأسود.. قال بعد برهة لم تدم طويلاً
- ليونورا-ساما .. أرجوك أن لا تتسرعي في الحكم عليَ .. حين لم أنفي أستمتاعي بالامر كنت أقصد أنني أستمتعت بضعف البشر وكيف أنني تمكنت من خداع واحد منهم بسهولة تامة ..
ابعدت يديها عن وجهها و رأى بوضوح كيف تحولت عيناها للون الأحمر بسبب البكاء ، تحدثت إليه بصوت باكٍ تخالطه الشهقات :
- لقد قضيت الليل بطوله .. أبحث عن المعلومة التي طلبتها مني .. و كنت أنت...
حين شعر بأنه قادر على الإقتراب منها ، أسرع بلف ذراعيه حولها و قربها إلى صدره ، جفلت قليلاً .. لم يقدم على أي شي مماثل من قبل ، كان يضع منزلتهما الاجتماعية قبل كل شي سابقاً
- ســ..سيباستيان ؟
جاءه صوتها متحشرجاً مكتوماً لأنه يضمها إليه بقوة كبيرة ، إبتسم وهو يخفي وجهه في شعرها قال لها بصوت حالم أقرب للهمس :
- أرجو أن تغفري لي تطاولي هذا ... سأقبل بأي عقوبة فيما بعد ولكن الآن ..
ثم قرب فمه من أذنها فلسعتها حرارة أنفاسه وهو يهمس لها
- كيف يحق لي أن أدعو نفسي بكبير خدم عائلة فانتومهايف إن لم أكن قادراً على تهدئة آنسة تبكي بحرقة ؟
أغمضت عينيها ، أمتدت ذراعيها لتحيط به و شدت بأصابعها على ملابسه وهي تبكي بصمت و تغسل كل همومها ، لقد كانت تعلم خفية طوال الوقت بأنها لن تكون قادرة على البقاء غاضبة منه إلى الأبد و أنها في نهاية المطاف ستقع أسيرة لعذب كلماته و جمال إعتذاره .. لن تحظى بكثير من اللحظات حيث يلقي كلاهما بمكانته و يتناسى كلاهما كونه آكما وكونها بشرية لذا عليها أن تقدر تلك اللحظات فقد لا تتكرر ثانيةَ... لا تزال غير قادرة على مسامحة "فعلته" و لكنها واثقة من أنها سامحته" هو" .
